فليتعود الطلاب المطالعة، وليبدؤوا بالكتب الخفيفة السهلة. لي أخ أحببت أن أعوّده على المطالعة وهو صغير، فأتيته بقصة عنترة في ثمان مجلدات. وقصة عنترة مكتوبة بأسلوب فصيح، وفيها فروسية وفيها أدب، وفيها كثير من أخبار العرب، وإن كان مخلوطاً فيها الحقُّ بالباطل والواقعُ بالخيال، وليست كقصص هذه الأيام. فقرأها كلها، المجلدات الثمانية، وحفظ أكثر ما فيها. ثم أتيته بفتوح الشام (المنسوب للواقدي)، وهو كتاب مزيج من التاريخ ومن القصة، فقرأه، ثم تدرّج في المطالعة حتى صار يقرأ الكتب الكِبار (?).
فليبدأ الطلاب ولو بالقصص، على أن يختاروا منها القصص البليغة الأسلوب، العالية الهدف، العميقة المغزى. ولقد تُرجِمت أكثر القصص الأدبية العالمية، كالتي ترجمها المنفلوطي أو تُرجمت له فكتبها بأسلوبه أو ترجمها الزيّات، وغيرها من كتب التراجم التي هي أجمل من القصص. وأنا أوصي الطلاب والطالبات بقراءة كتاب «التلميذة الخالدة» الذي ألّفته بنت مدام كوري وقَصَّت فيه حياةَ أمها مدام كوري مكتشفة الراديوم.
ثم ينتقلون من القصص إلى كتب الأدب، فيقرؤون -مثلاً-