هذه الجداول جاء معك كتاب آخر فيه علم آخر (?).
ولما شرّفني المجمع العلمي العراقي بعضويته من نحو ثلاثين سنة كان يتفضل فيرسل إليّ مطبوعاته، وهي من أنفس ما أخرجت المطابع، فلما جئت المملكة انقطعت عني واستحييت أن أسأل عنها فحُرمت منها. قرأت في مجلة المجمع يومئذ وصفاً لكتاب مثل هذا، يزيد عليه بأن فيه ثمانية جداول وأنه يُقرَأ بالمائل من اليمين إلى الشمال ومن الشمال إلى اليمين، وفي ذلك ما يُدهش ولكنه لا يفيد (?).
كقصة الرجل الذي قالوا إنه كان يُلقي على الأرض إبرة، ثم يلقي عليها بأخرى وهو قائم فتقع في خرمها، ولا يزال يرمي واحدة بعد واحدة حتى يجمع مئة إبرة متصلاً بعضها ببعض. فرُفع أمره إلى حاكم البلد -وكان عاقلاً كريماً- فأمر له بمئة دينار وأن يُجلَد مئة جلدة، فسألوه فقال: أما الدنانير فلهذه البراعة النادرة، وأما الجلد فلأنه صرف همته إلى هذا العبث ولم يوجّهها وجهة ينتفع بها الناس.
* * *
وإذا رجعتم إلى مجلة «الرسالة»، إلى العدد الذي صدر يوم