نشرت سنة 1987
طرق المؤلفون في كتبهم كلَّ باب من أبواب المعرفة وسلكوا كل طريق من طرق العلم والأدب، وأودعوها كل ما يمكن أن يصل إليه العقل المفكر والقلب الشاعر والوجدان المتأمل، فكان فيها علوم الدين والدنيا؛ فيها مئات ومئات من المجلدات في القرآن، تنزيله وتأويله؛ وفي الحديث، روايته ودرايته؛ وفي الأدب، فنونه وألوانه؛ وفي الطبيعة، قوانينها ومظاهرها؛ وفي التاريخ، قديمه وحديثه.
ولدينا آلاف من الكتب في تراجم العظماء وطبقاتهم: الصحابة والتابعين، والقُرّاء والفقهاء، والقُوّاد والأمراء، والأدباء والشعراء. دوّنوا أخبار العقلاء والمجانين والحمقى والمغفلين كما دونوا أخبار الأذكياء والنابغين! وإذا كان عند اليونان الأقدمين هذه «الإلياذة» التي يَعُدّونها أولى مفاخرهم، والتي استمد منها أدباء الغرب وشعراؤهم المحدثون أكثر مآثرهم، فلقد روى الكتّاني في «التراتيب الإدارية» أن عندنا قصيدة في خمسة آلاف بيت، هَمْزية جيدة في السيرة النبوية. ولابن عيسى القرطبي أرجوزة أخرى في سبعة آلاف بيت. وثالثة عنوانها «المقالات السَّنِيّة في مدح خير