ناسياً " قال: وأصله أن رجلاً حمل على رجل آخر (?) ليقتله، وكان في يد المحمول عليه رمح فأنساه الدهش ما في يده فقال له الحامل: ألق الرمح، فقال الآخر: ألا أرى معي رمحاً ولا أشعر، " ذكرتني الطعن وكنت ناسياً ". ثم كر على صاحبه حتى طعنه فقتله أو هزمه. وقد يسمى هذان الرجلان فيقال الحامل: صخر بن معاةي السلمي، والمحول عليه: يزيد بن الصعق.
قال أبو عبيد (?) : أبو الحسن قال: أخبرني أبو محمد قال: المحمول عليه أبو ثور ربيعة بن فلان الفقعسي، حمل عليه صخر فقال له: لق الرمح، فقال: " ذكرني الطعن وكنت ناسياً " فطعنه، فأدخل حلق الدرع في بطنه، فجوي منه فمات، قال الزبير: هو صخر بن عمرو أخو الخنساء (?) .
ع: وهم أبو عبيد فيما أورده وهمين، أما أحدهما فإنه قوله: صخر بن معاوية وإنما صخر بن عمرو بن الشريد، وأما معاوية فهو أخو صخر، ابني عمرو. والوهم الثاني قوله: ثم كر عليه حتى طعنه فقتله أو هزمه على الشك منه، وإنما طعن صخراً طعنته (?) التي مات منها ربيعة بن ثور الأسدي بإجماع من أهل العلم بأيام العرب ومقاتل فرسانها لأنه غزا بني أسد، فالتقوا يوم الأثل فطعنه ربيعة فأدخل جوفه حلقاً من الدرع، فجوي صخر فكان يمرض قريباً من حول حتى مله أهله، فسمع صخر امرأة تسأل امرأته سلمى، كيف بعلك؟ قلت: لا حي فيرجى ولا ميت فينسى. فقال صخر:
أرى أم صخر ما تمل (?) عيادتي ... وملت سليمى موضعي ومكاني