رجلاً، فتلافى عبد الملك أمرهم وتحمل لبني فزارة نصف الحمالات فأداها إليهم، وضمن النصف الآخر إلى العام المقبل، ثم إن بني فزارة أخفرت ذلك، وغزت كلباً فلقوهم ببنات قين، فتعدوا عليهم في القتل، فغضب عبد الملك لإخفارهم ذمته، وكتب إلى الحجاج يأمره إذا فرغ من أمر ابن الزبير أن يوقع ببني فزارة، فلما فرغ الحجاج من أمر (?) ابن الزبير نزل ببني فزارة فأتاه حلحلة وسعيد المذكوران فأوثقهما وبعث بهما إلى عبد الملك، فلما مثلا بين يديه قال: من كان له عند هذين وتر فليقم إليهما، فقام ابن سويد الكلبي، وكان أبوه فيمن قتل ببنات قين فقال: يا حلحلة، هل أحسست سويداً؟ فقال: عهدي به يوم بنات (?) قين وقد انقطع خرؤه في بطنه. قال: أما والله لأقتلنك، قال: كذبت والله ما أنت تقتلني وإنما يقتلني ابن الزرقاء، والزرقاء إحدى أمهات مروان بن الحكم، يعابون بها، فنادى بشر بن مروان وأمه فزارية، فقال: صبراً حلحل، فقال حلحلة:
أصبر من عود بدفيه الجلب ... قد أثر البطان فيه والحقب ثم التفت إلى ابن سويد فقال: يا ابن استها أجد الضربة فقد وقعت بأبيك مني ضربة أسلحته، فضرب ابن سويد عنقه.
ثم قدم سعيد بن أبان لتضرب عنقه، فناداه بشر: صبراً يا سعيد، فقال (?) :
أصبر من ذي ضاغط عركرك ... (?) ألقى بواني زوره للمبرك فضربت عنقه وألحق بصاحبه.
قال أبو عبيد: قال الأصمعي: " إنه لأجبن من صافر " وهو ما صفر من الطير، ولا يكون الصفير في سباع الطير إنما يكون في خشاشها وما يصاد منها.