وذكر المدائني أن معاوية بن أبي سفيان جمعه الطريق مع عبد الله بن الزبير من مكة إلى المدينة ومعاوية خليفة، فنزل عبد الله بن الزبير يحدو ويقول (?) :
قد لفها الليل بعصلبي ... أروع خراج من الدوي مهاجرٍ ليس بأعرابي ... يعرض بمعاوية أنه ليس من المهاجرين، فقال معاوية لابنه يزيد: انزل فاحد بنا. فنزل يزيد وجعل يقول:
قد لفها الليل بسواقٍ حطم ... ليس براعي إبل ولا غنم ولا بجزار على ظهر وضم ... يعرض بالزبير بن العوام لأنه كان جزاراً. فلما انتصف من ابن الزبير قال له أبوه معاوية: اركب فداك أبوك. وليس هذا الباب الذي أدخل فيه أبو عبيد هذا المثل بمطابق له ولا أدي من حيث يلتقيان.
180 -؟ باب الشره والجشع ومسألة الناس
قال أبو عبيد: من أمثال أكثم بن صيفي: " غثك خير لك من سمين غيرك "، يقول فاقنع به ولا تمدن عينيك إلى ما في أيدي الناس.
ع: هذا المثل لمعن بن عرفطة، ويقال ابن عطية، المذحجي، وذلك أنه كان بينهم وبين حي من أحياء العرب المجاورين لهم حرب شديدة فمر معن في حملة حملها برجل من ذلك الحي وهو صريع مرمل بالداء بين القتلى فاستغاثه فأغاثه معن، واستقل به حتى أبلغه مأمنه. وقال معن بن عرفطة: