وزعموا (?) أن رجلين التقيا، أحدهما قاري والآخر من حي غيرهم فقال القاري: إن شئت صارعتك، وإن شئت سابقتك، وإن شئت راميتك، فقال الآخر: قد اخترت المراماة، فقال القاري: وأبيك لقد أنصفتني، ثم أنشأ يقول (?) :
قد أنصف القار من راماها ... إنا إذا ما فئة نلقاها نرد أولاها على أخراها ... ثم انتزع القاري بسهم فشك فؤاده، وكانوا رماة الحدق.
68 -؟ باب المساواة في التكافؤ والأفعال (?)
قال أبو عبيد: قال مؤرخ: من أمثالهم في هذا " أضيء لي أقدح لك " ويقال: أكدح لك، أي كن لي أكن لك.
ع: قوله أقدح لك، هو من قدح النار، ويريد بقوله: أضئ لي: أسرج لي إذا احتجت، أقدح لك ناراً إذا احتجت. فأما من روى أكدح لك. فإن معناه أسعى لك، وكدح الرجل لمعيشته: سعى واكتسب. وقوله تعالى {إنك كادح إلى ربك كدحاً} (الانشقاق: 6) أي عمله الذي يعمل من خير وشر لنفسه.
وقال أبو زيد، قال العقيلي: إذا طلب الرجل إلى الرجل حاجة فلم يعرف وجهها قال: أضئ لي أقدح لك، أي بين لي أجبك.