فكسوه حلة ثم غدوا به على النعمان فوجدوه يتغدى مع الربيع بن زياد، ليس معهما ثالث، والدار والمجالس مملوءة من الوفودن فلما فرغ من غدائه أذن للجعفريين فذكروا الذين قدموا له من حاجتهم. فاعترض الربيع في كلامهم فقام لبيد فقال:
أكل يومٍ هامتي مقزعه ... (?) يا رب هيجا هي خير من دعه
يا واهب الخير الجزيل من سعه ... نحن بنو أم البنين الأربعة
سيوف جن وجفان مترعة ... ونحن خير عامر بن صعصعة
الضاربون الهام تحت الخيضعه ... (?) والمطعون الجفنة المدعدعه
مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه ... إن استه من برص ملمعه
وإنه (?) يدخل فيها إصبعه ... (?) يولجها حتى يواري أشجعه كأنما (?) يطلب شيئاً ضيعه ... فالتفت النعمان إلى الربيع وقال: أكذاك أنت يا ربيع، قال: لا والله لقد كذب ابن الأحمق اللئيم، فقال النعمان: أف لهذا طعاماً لقد بثت علي طعامي، وقام الربيع فانصرف إلى منزله وأمر له النعمان بضعف ما كان يحبوه وأمره بالانصراف فلحق بأهله، وأرسل إلى النعمان بأبيات منها:
لئن رحلت جمالي لا إلى سعةٍ ... ما مثلها سعة عرضاً ولا طولا