ع: إنما فاطمة أنمارية، وأنمار أبو خثعم وبجيلة المتيامنين، ومن كان من أنمار (?) غيرهما فهو أنماري، وفاطمة هي أم الكملة من بني عبس، وكانت رأت في منامها قائلاً يقول لها (?) : أعشرة هدرة أحب إليك أم ثلاثة كعشرة؟ فلم تقل شيئاً، ثم عاد إليها في ليلة ثانية فأمسكت عن القول، وأخبرت زوجها برؤياها فقال لها: إن عاد الثالثة فقولي ثلاثة كعشرة، فولدتهم كلهم غاية: ربيع الحفاظ، وعمارة الوهاب، وأنس الفوارس، وهي إحدى المنجبات من العرب.
قال أبو عبيد: ومن ذلك قولهم " قد قيل ذلك إن حقاً وإن كذباً "
ع: وذكر خبره محذوفاً ناقص المعنى (?) : كان بنو جعفر بن كلاب قد وفدوا على انعمان ورئيسهم يومئذ أبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة، عم لبيد بن ربيعة بن مالك. فحجبهم النعمان، ورأوا منه جفوة، وقد كان يقربهم ويكرمهم، وكان الربيع بن زياد جليسه وسميره فاتهموه بالسعي عليهم عند النعمان وتفاوضوا في ذلك، يشكوه بعضهم إلى بعض، وكان بنو جعفر له أعداء، وكان لبيد غلاماً في جملتهم يتخلف في رحالهم ويحفظ متاعهم، فأتاهم وهم يتذاكرون أمر الربيع فسألهم فكتموه فقال: والله لا حفظت لكم متاعاً أو تخبروني، وكانت أم لبيد تامر بنت زنباع العبسية، وكانت في حجر الربيع، فقالوا له: خالك غلبنا على الملك وصد عنا بوجهه، فقال لهم: هل تقدرون أن تجمعوا بيني وبينه فأزجره بقول ممض لا يلتفت به النعمان بعدها أبداً، فقالوا: وهل عندك من شيء، قال: نعم، فتركوه ثم مروا به وقالوا: إن رأيناه لاهياً علمنا أنه ليس كما زعم، فإذا به قاعد على رحل وهو يكدمه (?) ، فأيقنوا عند ذلك أنه صاحبه،