بأمر الله تعالى, وكانوا يسندون الحوادث مطلقا إليه, لجهلهم أنها مقدّرة من عند الله تعالى وأشعارهم لذلك مملؤة من شكوى الدهر, مثل قولهم:
أشاب الصغير وأفنى الكبير ... كر الغاداة ومر العشي1
ومثل قول الآخر:
منع البقاء تقلب الشمس ... وطلوعها من حيث لا تمسي2
وقول الآخر:
رماني الدهر بالأرزاء حتى ... فؤادي في غشاء من نبالي
وكنت إذا أصابتني سهام ... تكسرت النصال على النصال3
والشعر في ذلك قديما وحديثا كثير.
وهؤلاء معترفون بوجود الله تعالى, فهم غير الدهرية, فإنهم- مع إسنادهم الحوادث إلى الدهر- لا يقولون بوجوده –سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
والكل يقول باستقلال الدهر بالتأثير.