وأورد الخطابي رحمه الله في آداب العزلة عن خلف بن تميم قال: جئت أطلب إبراهيم بن أدهم في مطير فاطلعت فلم أره فأعدت النظر فإذا هو قاعد تحت السرير وقد فر من الوكف فلما نظر إليَّ قال: قَلب الناسِ كَيفَ شِئتَ تَجِدُهُم عَقارِبا.

وأورد الخطابي رحمه الله في آداب العزلة عن الفضيل بن عياض رحمه الله يقول: كفى بالله محبا وبالقرآن مؤنسا وبالموت واعظا اتخذ الله صاحبا وذر الناس الناس جانبا.

وأورد الخطابي رحمه الله في آداب العزلة عن أبي الربيع الزاهد قال قلت لداود الطائي: أوصني.

قال: صم عن الدنيا واجعل فطرك الآخرة وفر من الناس فرارك من الأسد.

وأورد الخطابي رحمه الله في آداب العزلة عن ابن السماك قال: كتب إلينا صاحب لنا (أما بعد فإن الناس كانوا دواء يتداوى به فأصبحوا داء لا يقبل الدواء ففر منهم فرارك من الأسد واتخذ الله تعالى مؤنسا والسلام.

وأورد الخطابي رحمه الله في آداب العزلة عن وعيب بن الورد قال: بلغنا أن الحكمة عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت والعاشرة في عزلة الناس.

ويقول اخر لمن طلب منه الخروج فى قتال فتنة: إن أبى وعمى شهدا بدرا، وإنهما عهدا الى ألا أقاتل أحد يقول: لاإله إلا الله، فإن أنت جئتنى ببراءة من النار قاتلت معك، ثم يقول:

ولست بقاتل رجلا يصلى ... على سلطان آخر من قريش

له سلطانه وعلى إثمي ... معاذ الله من جهل وطيش

أأقتل مسلما فى غير جرم ... فليس بنافعي ما عشت عيشي

وفى موقف هولاء المعتزلين يقول الإمام الخطابي رحمه الله تعالى:

"قال ميمون: فصار الجماعة والفئة التى تدعي فيه الإسلام ما كان عليه سعد بن أبي وقاص وأصحابه الذين اعتزلوا الفتن، حتى أذهب الله الفُرْقَةَ وجمع الألفة، فدخلوا الجماعة ولزموا الطاعة، وانقادوا، فمن فعل ذلك ولزمه نجا، ومن لم يلزمه وقع فى المهالك "

ولذك تمنى عدد من الصحابة الذين خاضوا فى الفتنة ان لو كان فى موقف هولاء المعتزلين، ومن كبار قادة الفئتين الذين تمنوا ذلك: عمروبن العاص رضى الله عنه حين رأى على - رضي الله عنه - قال "لله در بنى عمرو بن مالك لئن كان تخلقهم عن هذا الأمر خيرا كان خيرا مبررا، ولئن كان ذنبا مغفورا"

وكذلك على بن أبى طالب - رضي الله عنه - كان يقول "لله در مقام قامه سعد بن مالك وعبد الله بن عمر، إن كان براٍ إن اجره لعظيم، وإن كان إثما إن خطأه ليسير"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015