(حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري موقوفا) قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا.
وقال مالك بن دينار:" رحم الله عبداً قال لنفسه: ألستِ صاحبةَ كذا؟ ألستِ صاحبةَ كذا؟ ثم ذمّها ثم خطمها، ثم ألزمها كتابَ الله عز وجل، فكان لها قائداً ".
وقال مطرف بن عبد الله: " لولا ما أعلم من نفسي لقليتُ الناس ".
(4) قراءة سير السلف الصالح - رحمهم الله -:
من الأسباب المعينة على التخلق بالأخلاق الحسنة الاطلاع على سير أهل الصلاح والتقى ... فإن الإنسان إذا عرف أحوالهم، وتأمل أخلاقهم وصفاتهم انبعثت همتهُ نحو مشاكلتهم واشتاقت نفسه إلى الاقتداء بهم.
قال الإمام أبو حنيفة: " الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إليّ من كثير من الفقه، لأنها آدابُ القوم وأخلاقهم، وشاهده من كتاب الله تعالى قوله سبحانه: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف: 111]
وقال بعضهم: " الحكايات جند من جنود الله تعالى يثبت الله بها قلوبَ أوليائه، وشاهده من كتاب الله تعالى قوله سبحانه: (وَكُلاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) [هود: 120]
وقال آخر:" استكثروا من الحكايات فإنها درر، وربما كانت فيها الدرة اليتيمة " (?).
وقد اتفق علماء النفس والتربية على أن القصص والأخبار والسير من أقوى عوامل التربية.
(5) الدعاء، وهذا من أعظم الأسباب الموصلة إلى محاسن الأخلاق، فإن العبد ضعيف فقير إلى الله تعالى في جميع أحواله لا غنى له طرف عين عن خالقه،
وقد كان سيد البشر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسأل الله تَعالى أن يهديه لأحسن الأخلاق كما في حديث علي الطويل الوارد في دعاء الاستفتاح وفيه: ((واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت))