((حديث أبي هريرة الثابت في الصحيحين) أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ.

(أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن إبراهيم بن بشار قال: اجتمعنا ذات يوم في مسجد فما منا أحد إلا تكلم، إلا إبراهيم بن أدهم فإنه ساكت، فقلت: لم لا تتكلم؟ فقال: الكلام يظهر حمق الأحمق، وعقل العاقل، فقلت: لا نتكلم إذا كان هكذا الكلام، فقال: إذا اغتممت بالسكوت فتذكر سلامتك من زلل اللسان.

(ولله درُ من قال:

أقلل كلامك واستعذ من شره ... إن البلاء ببعضه مقرون

واحفظ لسانك واحتفظ من غيه ... حتى يكون كأنه مسجون

وكل فؤادك باللسان وقل له ... إن الكلام عليكما موزون

(الآثار الواردة في الصمت وقلة الكلام:

[*] (أورد ابن حبان رحمه الله تعالى في روضة العقلاء عن مالك بن أنس قال: كل شيء ينتفع بفضله إلا الكلام فإن فضله يضر.

[*] (أورد ابن حبان رحمه الله تعالى في روضة العقلاء عن أبي الدرداء قال: لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين منصت واع أو متكلم عالم.

[*] (أورد ابن حبان رحمه الله تعالى في روضة العقلاء عن الفضيل بن عياض يقول شيئان يقسيان القلب كثرة الكلام وكثرة الأكل.

[*] (أورد ابن حبان رحمه الله تعالى في روضة العقلاء عن الأحنف بن قيس قال: الصمت أمان من تحريف اللفظ وعصمة من زيغ المنطق وسلامة من فضول القول وهيبة لصاحبه.

[*] (أورد ابن حبان رحمه الله تعالى في روضة العقلاء عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب يا أحنف من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه.

(ولله درُّ من قال:

ما ذل ذو صمت وما من مكثر ... إلا يزل وما يعاب صموت

إن كان منطق ناطق من فضة ... فالصمت در زانه الياقوت

[*] (أورد ابن حبان رحمه الله تعالى في روضة العقلاء عن وهيب بن الورد أن شابا كان يحضر مجلس عمر بن الخطاب ويحسن الاستماع ثم ينصرف من قبل أن يتكلم ففطن له عمر فقال له إنك تحضر مجلسنا وتحسن الاستماع ثم تنصرف من قبل أن تتكلم فقال الشاب إني أحضر فأتوقى وأتنقى وأصمت فأسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015