(حديث أبي مسعودٍ الأنصاري في الصحيحين) قال، قال رجل يا رسول الله لا أكاد أدرك الصلاة مما يطوِّل بنا فلان فما رأيت رسول الله أشد غضباً من يومئذٍ فقال يا أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة.
(حديث عائشة في الصحيحين) قالت: ما خير رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه، وما انتقم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله فينتقم لله بها.
(حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيح السيرة النبوية) قال: طلع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقبل يمشي حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفاً بالبيت، فغمزوه ببعض القول، فعرفت ذلك في وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمضى، فلما مرّ بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرفتها في وجهه، فمضى، فمر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها، فقال: ((أتسمعون يا معشر قريش؟ أما والذي نفسي بيده؛ لقد جئتكم بالذبح)).
(أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الشافعي قال: من استغضب فلم يغضب فهو حمار، ومن غضب فاسترضي فلم يرض فهو حمار.
(20) التكلم فيما لا يعنيه:
من أشدِّ آفات اللسان التكلم فيما لا يعنيه فإنه قد يهوي بصاحبه في الهوةِ السحيقة، وتأمل في الأحاديث الآتية بعين البصيرة
((حديث أبي هريرة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ.
((حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح الترغيب والترهيب) قَالَ: اسْتُشْهِدَ رَجُلٌ مِنَّا يَومَ أُحدٍ فَوُجِدَ عَلَى بَطْنِهِ صَخْرَةٌ مَرْبُوطَةٌ مِنْ الجُوعِ فَمَسَحَتْ أُمُّهُ التُرَابَ عَنْ وَجْهِِهِ وَقَالَتْ هَنِيئَاً لَكَ يَا بُنَي الجَنَّةَ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا يُدْرِيِكِ لَعَلَهُ كَانَ يَتَكَلَمَ فِيمَا لَا يُعْنِيهِ وَيَمْنَعَ مَا لَا يَضُرُهُ.