إن المتأمل في السنة الصحيحة بعين البصيرة يعلم أن التشاحن والحقد والغل يرفع الخير ويحرم الإنسان منه والعياذ بالله،

((حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصوم الاثنين والخميس فقيل يا رسول الله إنك تصوم الاثنين والخميس فقال إن يوم الاثنين والخميس يغفر الله فيهما لكل مسلم إلا مهتجرين يقول دعهما حتى يصطلحا.

((حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري): أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: (إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان، فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس).

تلاحى رجلان: أي تخاصما والملاحاة الخصومة.

وقد ذكر الأطباء أن الغل يؤدي بصاحبه في الدنيا لأثره السيء على صحة الإنسان وسلامته، وهذه هي العقوبة العاجلة والآجلة أشد وأنكى.

(8) اليأس:

وهو مرض ينشأ عند استحكام البلاء، واستبطاء نصر الله، فييأس بعض الناس من نصر الله ووعده (?) بما يؤدي عند بعضهم إلى ترك الدعوة والعمل، وأعظم من ذلك اعتقاد تخلف وعد الله أو وعيده في الدنيا أو الآخرة.

ولا نزال نسمع أن بعض الناس تخلفوا عن الطريق لاعتقادهم ـ مثلا ـ أنه في ضوء هذا الواقع المر، واستحكام أعداء الله، وقبضتهم على زمام الأمور، وسيطرتهم على الأوضاع السياسية والاقتصادية، لا يمكن أن ينتصر الإسلام أو تقوم له قائمة.

وهذه قصة أخبرني بها أحد الأصدقاء عن رجل صالح خير مارس الدعوة إلى الله، ثم تخلى عن ذلك. فجاءه محبوه، وسألوه عن ذلك، فقال: هل نستطيع أن ندعو إلى الله في غفلة عن أمريكا، وأجهزة تصنتها ومخابراتها، فهل يخفى عليها شيء، وعلى هذا فلن نستطيع عمل شيء- هكذا قال.

وقد نسي هذا المسكين أن الله (غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [سورة يوسف، الآية: 21].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015