ثالثا: أن نعنى ببيان هذه الأمراض للناس، وندلهم على سبل الوقاية منها، فكثير منهم يعيش في غفلة تامة، ويحرصون على الوقاية من الأمراض الحسية، أكثر من اهتمامهم بأمراض قلوبهم.
رابعا: هناك أسباب كثيرة لأمراض القلوب وفسادها من أهمها:
1 - الجهل.
2 - الفتن.
3 - الشهوات والمعاصي.
4 - الشبهات.
5 - الغفلة عن ذكر الله.
6 - الهوى.
7 - الرفقة السيئة.
8 - أكل الحرام كالربا والرشوة وغيرهما.
9 - إطلاق البصر فيما حرم الله.
10 - الغيبة والنميمة.
11 - الانشغال بالدنيا وجعلها جل همه وقصده.
(ذكر ما يصدأ به القلب:
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن العبد إذا أخطاء خطيئة نُكِتَت في قلبه نكته سوداء فإن هو نزع و استغفر و تاب صقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه و هو الران الذي ذكر الله تعالى فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه (كَلاّ بَلْ رَانَ عَلَىَ قُلُوبِهِمْ مّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [المطففين: 14].
[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:
(نُكِتَت) بنون مضمومة وكاف مكسورة ومثناة فوقية مفتوحة
(في قلبه) لأن القلب كالكف يقبض منه بكل ذنب أصبع ثم يطبع عليه
(نكتة) أي أثر قليل كنقطة
(سوداء) في صقيل كمرآة وسيف وأصل النكتة نقطة بياض في سواد وعكسه قال الحرالي: وفي إشعاره إعلام بأن الجزاء لا يتأخر عن الذنب وإنما يخفى لوقوعه في الباطن وتأخره عن معرفة ظهوره في الظاهر
(فإن هو نزع) أي قلع عنه وتركه
(واستغفر اللّه وتاب) إليه توبة صحيحة ونص على الإقلاع والاستغفار مع دخولهما في مسمى التوبة إذ هما من أركانهما اهتماماً بشأنهما
(صقل قلبه) أي رفع اللّه تلك النكتة فينجلي بنوره كشمس خرجت عن كسوفها فتجلت (وإن عاد) إلى ذلك الذنب أو غيره
(زيد) بالبناء للمفعول
(فيها) نكتة أخرى وهكذا