[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه طريق الهجرتين:

الفقر فقر إِلى ربوبيته وهو فقر المخلوقات بأَسرها، وفقر إِلى أُلوهيته وهو فقر أَنبيائه ورسله وعباده الصالحين، وهذا هو الفقر النافع والذي يشير إِليه القوم ويتكلمون عليه ويشيرون إِليه هو الفقر الخاص لا العام، وقد اختلفت عباراتهم عنه ووصفهم له، وكل أَخبر عنه بقدر ذوقه وقدرته على التعبير، قال شيخ الإِسلام الأنصاري: «الفقر اسم للبراءَة من رؤية الملكة»، وهو على ثلاث درجات:

الدرجة الأُولى: فقر الزهاد وهو نفض اليدين من الدنيا ضبطاً أَو طلباً، وإِسكات اللسان عنها ذماً أَو مدحاً، والسلامة منها طلباً أَو تركاً، وهذا هو الفقر الذي تكلموا في شرفه.

الدرجة الثانية: الرجوع إِلى السبق بمطالعة الفضل، وهو يورث الخلاص من رؤية الأَعمال، ويقطع شهود الأَحوال، ويمحص من أَدناس مطالعة المقامات.

والدرجة الثالثة: صحة الاضطرار والوقوع في يد التقطع الوحداني والاحتباس في بيداءِ قيد التجريد وهذا فقر الصوفية)).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015