فعلى ما ذُكر من أسباب فالواجب على العبد أن يدعو بنفسه، ولا يشغل غيره، ولا يوقعه في الحرج والضيق، ولا يورده المهالك، ومتى ما خلصت النية لله تعالى حال الدعاء، وكان العبد صادقاً مع ربه موقناً بإجابته، فالله تعالى لن يرده خائباً، بإذنه سبحانه، فالله عز وجل قد أجاب أهل الشرك أثناء عند الاضطرار، بل وأجاب إبليس كما ذكرنا، أفلا يستجيب الله لعبده المسلم، قال تعالى: " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. .

(جاء رجل إلى مالك بن دينار رحمه الله، فقال: أنا أسألك بالله أن تدعو لي، فأنا مضطر، قال: إذاً فاسأله، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، وقال عبيد الله بن أبي صالح، دخل علي طاووس يعودني، فقلت له: ادع الله لي يا أبا عبد الرحمن، فقال: ادع لنفسك، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.

فعلى المسلم أن يجاهد ويجتهد في الدعاء فقمن أن يستجاب له، قال تعالى: " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "، وقال تعالى: " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ".

{تنبيه}: (لا ينبغي للعبد أن يدع الدعاء، أو أن يعتمد فيه على غيره؛ بحجة أنه مذنب، وأنه ليس أهلاً لأن يجاب دعاؤه.

بل عليه أن يكثر من دعاء ربه، وأن يحسن الظن به، وينظر إلى عظيم جوده ورحمته؛ فمهما كان متماديًا بالمعصية فإن رحمة الله تَسَعُهُ؛ فإذا كان جلَّ وعلا _ يجيب دعاء المشركين عند الاضطرار فإن إجابته للمؤمنين _ مع تقصيرهم _ من باب أولى. (?)

(ولهذا جاء رجل إلى مالك بن دينار فقال: أنا أسألك بالله أن تدعو لي؛ فأنا مضطر.

قال: إذًا فاسأله؛ فإنه يجيب المضطر إذا دعاه. (?)

[*] وعن عبيد الله بن أبي صالح قال: دخل عليَّ طاووس يعودني، فقلت له: ادع الله لي يا أبا عبد الرحمن.

فقال: ادع لنفسك؛ فإنه يجيب المضطر إذا دعاه. (?)

وقال: فالسنة أن يقنت عند النازلة ويدعو فيها بما يناسب أولئك القوم المحاربين. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015