(سبحان الله و بحمده): يجب أن تعلم أن التسبيح والتحميد طرفان لشيء واحد:

(فالحمد إثبات صفات الكمال،

(والتسبيح نفي صفات النقص، ولا يكون الإيمان إلا باجتماع الأمرين فمن أثبت لله صفات الكمال ولم ينف عنه صفات النقص فما آمن بالله ولا عرفه ولا وحده.

ومن نفي عن الله صفات النقص، ولم يثبت له صفات الكمال، فما عرف الله ولا آمن به حقاً، ولا وحده ... لذلك أمرنا أن نسبح الله حال كوننا حامدين له. قال تعالى: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ) [سورة الحجر/98]

وقال تعالى: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر/3]

والمعنى نزه الله تبارك وتعالى حال كونك حامداً له.

[*] قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه عن كل عيب وسوء، وإثبات صفات الكمال له، فإن التسبيح يقتضي التنزيه، والتعظيم، والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد عليها، فيقتضي ذلك تنزيهه، وتحميده، وتكبيره، وتوحيده " انتهى.

" ... مجموع الفتاوى" (16/ 125)

(وإن كانت مثل زبد البحر): كناية عن المبالغة في الكثرة، وفيه دليلٌ واضح البيان على فضل التسبيح وأنه مما يحطُ الله به الخطايا وإن كثرت.

[*] قال الحافظ في الفتح:

وان كانت مثل زبد البحر الكناية عن المبالغة في الكثرة، قال عياض قوله حطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر.

(3) التسبيح يُثْقِلُ الميزان:

(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم.

[*] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015