وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ * وَجَعَلْنَا فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لّعَلّهُمْ يَهْتَدُونَ * قال تعالى: (وَجَعَلْنَا السّمَآءَ سَقْفاً مّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ * وَهُوَ الّذِي خَلَقَ الْلّيْلَ وَالنّهَارَ وَالشّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [سورة: الأنبياء 30: 33]

(والموجودات كلها تسبح حتى الجمادات:

وهذا المعنى هو المقصود والمراد من تسبيح سائر الموجودات التي أوجدها الله تعالى سواء كانت ممن يعقل كالملائكة والإنسان أو كانت من الحيوانات، أو كانت من النباتات أو كانت من الجمادات.

فكل موجود محتاج في وجوده إلى موجد، وكل ممكن مفتقر إلى واجب الوجود، وكل حادث لم يحدث ولن يحدث إلا بفيض الوجود عليه من الخالق المتعال.

فتسبيح الموجودات حتى الجمادات هو افتقارها إلى خالقها؛ وهو معني تنزيه الخالق عن صفات ا لحاجة والأمكان والحدوث؛ وهو المقصود من قوله تعالى (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) [الإسراء/44]

وقال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) [النور /41]

قد علم الله صلاته وتسبيحه، أو قد علم الطير كيف يصلي ويسبح لخالقه.

(والدليل على ذلك من السنة الصحيحة تسبيح الحصى في كف الرسول صلى الله عليه وآله (حديث أبي ذر الثابت في كتاب السنة وصححه الألباني) قال إني انطلقت ألتمس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض حوائط المدينة فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعد فأقبل إليه أبو ذر حتى سلم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال أبو ذر وحصيات موضوعة بين يديه فأخذهن في يده فَسَبَّحَن في يده ثم وضعهن في الأرض فسكتن ثم أخذهن فوضعهن في يد أبي بكر فَسَبَّحَن في يده ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن ثم أخذهن فوضعهن في يد عمر فَسَبَّحَن في يده ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن ثم أخذهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن.

كما أن كثيراً من المتكلمين ذكروا معجزة نطق الجمادات واستدلوا عليه بما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015