{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت/69]

(4) فقد الهيبة والتأثير في الناس: فمن ضيع منزلته عند ربه فقد ضاعت منزلته عند الناس.

(لذا ينبغي على المسلم أن يتمسك بالذكر ويعض عليه بالنواجذ في كل وقتٍ وحين:

[*] قال سماحة الإمام العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله:

ويشرع لكل مسلمٍ ومسلمة أن يقول هذا في صباح كل يوم؛ حتى يكون حرزاً له من الشيطان، فلنداوم على الأذكار، ولنحرص عليها ولا نعرضها بتهاونٍ أو بأعمالٍ أو أشغال. قال النووي رحمه الله: ينبغي لمن كان له وظيفةٌ من الذكر في وقتٍ من ليلٍ أو نهار، أو عقب صلاةٍ أو حالةٍ من الأحوال، ففاتته أن يتداركها، وأن يأتي بها إذا تمكن منها ولا يهملها، فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرضها للتفويت، وإذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها، والاقتصار على الوارد المأثور الثابت الصحيح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه غنيةٌ وبركة.

[*] قال ابن سعدي رحمه الله:

وكن ذاكراً لله في كل حالةٍ فليس لذكر الله وقتٌ مقيدٌ

فقد أخبر المختار يوماً لصحبه بأن كثير الذكر في السبق مفردُ

وأخبر أن الذكر غرسٌ لأهله بجناتٍ عدنٍ والمساكن تمهدُ

وأخبر أن الذكر يبقى بجنةٍ وينقطع التكليف حين يخلدُ

وينهى الفتى عن غيبةٍ ونميمةٍ وعن كل قولٍ للديانة مفسدُ

ولكننا من جهلنا قل ذكرنا كما قلّ منا للإله التعبدُ

أسأل الله جل وعلا أن يمنّ علينا بذكره، وأن يكرمنا بشكره، وأن يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً

(فليحذر المسلم من ترك الذكر وليرطب لسانه بذكر الله في كل وقت، وفي كل مكان، حتى إذا جاءت لحظة الفراق فإذا هو ينطق بـ لا إله إلا الله وتكون آخر كلامه، فهنيئاً لمن وفقه الله وختم له بخاتمة السعداء.

(حديث معاوية الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة.

(أنواع الذكر:

((قال ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب:

الذكر نوعان:

(النوع الأول من الذكر: ذكر أسماء الرب تبارك وتعالى وصفاته، والثناء عليه بهما، وتنزيهه وتقديسه عما لا يليق به تبارك وتعالى وهذا أيضاً نوعان:

[1]: إنشاء الثناء عليه بها من الذاكر، فأفضل هذا النوع أجمعه للثناء وأعمه، نحو (سبحان الله عدد خلقه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015