((وكان يُقال: يَكتب الرجل أحسن ما سمع، ويحفظ أحسن ما كتب.

((وقال أعرابي: حرف في قلبك خير من عشرة في طومارك.

((وقال عمر بن عبد العزيز: ما قُرن شيء بشيء أفضل من علم إلى حلم، ومن عفو إلى قدرة.

((وكان ميمون بن سياه إذا جلس إلى قوم قال: إنا قوم منقطع بنا فحدثونا أحاديث نتجمل بها.

((وضرب الحجاج أعناق أسرى فلما قَدّموا إليه رجلا ليضرب عنقه قال: والله لئن كنا أسأنا في الذنب فما أحسنت في العفو، فقال الحجاج: أف لهذه الجيف أما كان فيها أحد يحسن مثل هذا؟ وأمْسَكَ عن القتل.

((وقدموا رجلا من الخوارج إلى عبد الملك لتضرب عنقه ودخل على عبد الملك ابن صغير له قد ضربه المعلم وهو يبكي فهمّ عبد الملك بالمعلم فقال: دعه يبكي فانه أفتح لجرمه وأصح لبصره وأذهب لصوته، فقال له عبد الملك: أما يشغلك ما أنت فيه عن هذا؟! قال: ما ينبغي للمسلم أن يشغله عن قول الحق شيء، فأَمَرَ بتخلية سبيله. انتهى ما ذكره الجاحظ. اهـ.

((وسُئل الأوزاعي: ما إكرام الضيف؟

قال: طلاقة الوجه، وطيب الكلام.

((وقد جعل ابن القيم رحمه الله طيب الكلام وانتقاءه من الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها

فعدّ من تلك الأسباب:

مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر. أهـ

(من علامات حسن الخلق التواضع:

و التواضع هو «خفض الجناح ولين الجانب كالجمل الذلول»:

قال تعالى: (وَعِبَادُ الرّحْمََنِ الّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىَ الأرْضِ هَوْناً) [الفرقان: 63]

أي في سكينة ووقار متواضعين «مع خفض جناحٍ ولين جانب»،ليسوا مرحين، ولا متكبرين، أي علماء حكماء، أي أصحاب وقار وعفة، لا يسفهون، وإن سفه عليهم حلموا، هذا معنى قوله تعالى:

وقال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ أَذِلّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) [المائدة: 54]

(معنى أَذِلّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ: أي ينقادون لهم، يشفقون عليهم، يرحمونهم، يعطفون عليهم، «ليس ذل هوان وإنما ذل انقياد»، كيف أن الأم لما أودع الله في قلبها من الرحمة يستطيع ابنها أن يسألها، وأن تجيبه، تجيبه برحمتها به، لذلك المؤمن كالجمل الذلول، والمنافق والفاسق ذليل.

أما معنى قوله تعالى:

(معنى أَعِزّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015