من علامات حسن الخلق قضاء حوائج المسلمين يمسحون آلامهم ويقيلون عثراتهم، يعينونهم برأيهم وهم لهم ناصحون ويمدونهم بمالهم وهم عليهم مشفقون، ويسعون معهم بجاههم وهم لخيرهم راغبون وفي كل ذلك يلتمسون الأجر والقرب منه تعالى، وتأمل في الأحاديث الآتية بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيها واجعل لها من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيها من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.
((حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة.
الكربة: هي الشدة العظيمة التي توقع صاحبها في الهم والغم والكرب.
أليس الحري بنا أن ننفّس كربات المكروبين وأن نيسّر على المعسرين وأن نقضي حوائج المحتاجين ونمدّ يد المعونة والنجدة للمنكوبين من إخواننا المسلمين. أليس فينا المهجر والمنكوب والمحروم والمسكين والمُعدَم واليتيم. أوليس فينا الغني والموسر ومن يستطيع سدّ ضرورات المحتاجين.
(ولقد وعد الله تعالى على لسان رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يرفع كرب الآخرة عمن يرفع كرب الدنيا عن المسلمين.
(ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة)
ومن المعلوم أن كرب الدنيا كلها بالنسبة لكرب الآخرة لا شيء، فإن كرب الآخرة شيء عظيم، يدلك على ذلك قول الله تعالى: يَأَيّهَا النّاسُ اتّقُواْ رَبّكُمْ إِنّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلّ مُرْضِعَةٍ عَمّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النّاسَ سُكَارَىَ وَمَا هُم بِسُكَارَىَ وَلََكِنّ عَذَابَ اللّهِ شَدِيدٌ [الحج:1 - 2].
وقال تعالى: فَكَيْفَ تَتّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً السّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً [المزمل:17 - 18].
وتأمل في الأحاديث الآتية بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيها واجعل لها من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيها من غرر الفوائد، ودرر الفرائد. (