((حديث عمر الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم؟ قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية (أَلآ إِنّ أَوْلِيَآءَ اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس: 62].

((حديث أبي موسى رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: قيل للنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الرجل يحب القومَ ولما يلحقُ بهم قال: المرء مع من أحب.

((حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن رجلاً سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متى الساعة؟ قال: «وما أعددت لها؟» قال: لا شيء إلا أني أُحب الله ورسوله. قال: «أنت مع من أحببت».

ومن الخطأ الفاحش عند بعض الناس؛ ظنه بأن التبسم في وجوه الناس يجرئهم عليه؛ أو أنه لا يليق بالسمت والرزانة؛ فتجد أحدَهم إذا سلَّم على الناس أو خاطبهم أقبل عليهم بوجه عبوس وكأنه مغضبٌ من أمر ما؛ وهذا خطأ بالغ جسيم؛ وهو من تلبيس الشيطان؛ فالسمت وقوة الشخصية ليست بترك التبسم ومحاسن الأخلاق؛ بل إن التعامل بهذا المنطق دليل الجفاء والغلظة؛ قال الحارث بن جزء - رضي الله عنه -: " يعجبني من القراء كل طليق مضحاك؛ فأما الذي تلقاه ببشر؛ ويلقاك بوجه عبوس كأنه يمن عليك؛ فلا أكثر الله في المسلمين مثله".

والهيبة لا يُنقصها حسن الخُلق في التعامل مع الناس؛ والتبسم في وجوه الخلق؛ فقد كان سلف الأمة أحسن الناس أخلاقاً؛ وأعظمهم هيبة في قلوب الناس؛

((قال ضرار بن حمزة يصف عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -: " كان واللهِ يجيبنا إذا سألناه؛ ويأتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع تقريبِه لنا وقربِه منّا؛ لا نكلمه هيبةً له، يعظِّمُ أهل الدين؛ ويحب المساكين؛ لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله ".

(من علامات حسن الخلق قضاء حوائج المسلمين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015