(حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه و من كره لقاء الله كره الله لقاءه.

[2] لأن تغليب الرجاء على الخوف في حالة المرض أو الاحتضار يجعل العبد حسن الظن بالله تعالى

(حديث جابر في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: لا يموتن أحد منكم إلا و هو يحسن الظن بالله تعالى.

ولما احتُضِر الإمام أحمد قال لأولاده ولمن حضر احتضاره: حدثوني بأخبار الرجاء لعلي ألقى الله وأنا أُحسن الظن به.

(تعريف الخوف:

الخوف: من مادة خوف التي تدل على الذعر والفزع في اللغة العربية، خفت الشيء خوفاً وخيفة وخوّف الرجل جعل الناس يخافونه (({إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175] أي يجعلكم تخافون أولياءه أي يخوّفكم بأوليائه.

والخوف توقع مكروه لعلامة مظنونة أو معلومة، وهو ضد الأمن ويستعمل في الأمور الدنيوية أو الآخروية فهو توقع حلول مكروه أو فوات محبوب، اضطراب القلب وحركته أو فزعه من مكروه يناله أو محبوب يفوته.

(والخوف شرعاً: هو الانخلاع من طمأنينة الأمن وتألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في الاستقبال.

[*] قال ابن قدامة: اعلم أن الخوف عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في الاستقبال.

مثال ذلك: من جنى على ملك جناية ثم وقع في يده فهو يخاف القتل ويجوّز العفو "احتمالات" ولكن يكون تألم قلبه بحسب قوة علمه بالأسباب المفضية إلى قتله وتفاحش جنايته وتأثيرها عند الملك، وبحسب ضعف الأسباب يضعف الخوف، وقد يكون الخوف لا عن سبب جناية بل عن صفة الذي يُخاف عظمة وجلالاً فإنه إذا علم أن الله سبحانه وتعالى لو أهلك العالمين لم يبالي ولم يمنعه مانع فبحسب معرفة الإنسان بعيوب نفسه وبجلال الله وأنه لا يسأل عما يفعل يكون الخوف على حسب هذا فهو مطالعة القلوب لسطوات الله عز وجل ونقمه فيولد في القلب الخوف"خوف الوعيد".

{تنبيه}: (الخوف القاصر يدعو إلى الغفلة والجرأة على الذنب والإفراط في الخوف يدعو إلى اليأس والقنوط. والخوف المحمود هو الحسنة بين السيئتين و هو ما حجزك عن معصية الله تعالى.

(ولذلك قيل: ليس الخائف من يبكى ويمسح عينيه، بل من يترك ما يخاف أن يعاقب عليه، وقيل لذي النون المصري: متى يكون العبد خائفاً؟ قال: " إذا نزل نفسه منزلة السقيم الذي يحتمي مخافة طول السقام ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015