(3) أمرنا الله تعالى أن ندعو بالهداية إلى الصراط المستقيم في كل ركعة قال تعالى: (اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة: 6]

ولذا كان أنفعُ دعاء هو (اهدنا الصراط المستقيم) ولذا نقوله في كل ركعةٍ من الصلوات.

(4) والله تعالى يتولى الهداية إلى الاستقامة وهي هداية التوفيق التي لا يملكها إلا الله تعالى، لا يملكها نبيٌ مرسل ولا مَلَكٌ مُقَرَّب، قال تعالى: (وَإِنّ اللّهَ لَهَادِ الّذِينَ آمَنُوَاْ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ) [الحج: 54]

(5) والنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتولى الهداية إلى الاستقامة وهي هداية الإرشاد: قال تعالى: (وَإِنّكَ لَتَهْدِيَ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ) [الشورى: 52]

(حديث سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أنه قال للنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ؟ قَالَ: قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثم اسْتَقِمْ. (حديث ثوبان رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.

(ولن تحصوا):

[*] (قال الإمام السندي في حاشيته على ابن ماجة: أي ولن تطيقوا وأصل الإحصاء العدل والإحاطة به لئلا يغفلوا عنه فلا يتكلوا على ما يوفون به ولا ييأسوا من رحمته فيما يذرون عجزا وقصورا لا تقصيرا وقيل معناه لن تحصوا ثوابه.

(اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن): أَيْ إِنْ لَمْ تُطِيقُوا بِمَا أُمِرْتُمْ بِهِ مِنْ الِاسْتِقَامَة فَحَقّ عَلَيْكُمْ أَنْ تَلْزَمُوا فَرْضهَا وَهِيَ الصَّلَاة الْجَامِعَة لِأَنْوَاعِ الْعِبَادَات الْقِرَاءَة وَالتَّسْبِيح وَالتَّهْلِيل وَالْإِمْسَاك عَنْ كَلَام الْغَيْر وَالْأَحَادِيث فِي خَيْر الْأَعْمَال جَاءَتْ مُتَعَارِضَة صُورَة فَيَنْبَغِي التَّوْفِيق بِحَمْلِ خَيْر أَعْمَالكُمْ عَلَى مَعْنَى مِنْ خَيْر أَعْمَالكُمْ كَمَا يَدُلّ عَلَيْهِ حَدِيث اِبْن عُمَر.

(حاجتنا إلى الاستقامة:

إنَّ الاستِقامة على أَمَر الله غَايةٌ جليلة، وَهَدَفٌ في هذه الحياة ينبغي لِكُلِّ مُسلم أن يسعى إليه، فإنَّ مِنْ رَحْمَة الله - سبحانه وتعالى - أَنَّه يَأْمُرنا بالأمر ويبيِّن لنا كيفية الامتثال به، والحاجة إلى الاستقامة حاجة ماسّة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015