(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: قيل يا رسول الله، من أكرم الناس؟ قال: (أتقاهم). فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فيوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن نبي الله، ابن خليل الله). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فعن معادن العرب تسألون؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا).
فالفضل والكرم إنما هو بتقوى الله لا بغيره من الانتساب للقبائل ولذلك كما قال الشاعر:
فقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ
وقد وضع الكفر الشريف أبا لهب
وذُكِر أن سلمان رضي الله عنه كان يقول:
أبي الإسلام لا أبَ لي سواه: إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ
(ومن شرف التقوى أن الله أمر بالتعاون من أجلها:
قال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرّ وَالتّقْوَىَ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ) [المائدة: 2]، ومصالح العباد لا تتم إلا بها. وكذلك فإن التقوى منبع الفضائل فالرحمة والوفاء والصدق والعدل والورع والبذل والعطاء كلها من ثمرات شجرة التقوى إذا أينعت في قلب المؤمن وهي الأنس من الوحشة والمنجية من عذاب الله،
(ولله درُّ من قال:
ألا فاسلك إلى المولى سبيلا ... ولا تطلب سوى التقوى دليلا
وسر فيها بجد وانتهاض ... تجد فيها المنى عرضا وطولا
ولا تركن إلى الدنيا وعوّل ... على مولاك واجعله وكيلا
وان أحببت أن تعتزّ عزا ... يدوم فكن له عبدا ذليلا
وواصل من أناب إليه واقطع ... وصال المسرفين تكن نبيلا
ولا تفني شبابك واغتنمه ... ومثل بين عينيك الرحيلا
ولا تصل الدنيا واهجر بنيها ... على طبقاتهم هجرا جميلا
وعامل فيهم المولى بصدق ... يضع لك في قلوبهم القبولا
(وصايا السلف بعضهم بالتقوى:
(ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها وهاك غيضٌ من فيض مما ورد في ذلك:
[*] كان أبو بكر يقول في خطبته: ((أوصيكم بتقوى الله))، ولم حضرت الوفاة دعا بالوصية لعمر وقال: ((اتقِ الله يا عمر))،
[*] و كتب عمر بها لابنه فقال: ((أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل))،
[*] واستعمل علي بن أبي طالب رضي الله عنه رجلاً على سرية فقال: ((أوصيك بتقوى الله الذي لا بد لك من لقائه))،