وكنت لا أعرف شيئاً عن الوهّابية إلا ما أسمعه من المشايخ، فيقولون عنهم: إنّهم مخالفون للناس، لا يؤمنون بالأولياء وكراماتهم المزعومة، ولا يحبّون الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إلى غير ذلك من التهم الكثيرة الكاذبة التي لا حقيقة لها.

فقلت في نفسي؛ إن كانت الوهّابيّة تؤمن بالاستعانة بالله وحده، وأنّ الشافي هو الله وحده، فلا بدّ أن أتعرّف عليها.

وبحثت عن هذه الجماعة، فاهتديت إليها، كان لهم لقاء مساء كلّ خميس يتدارسون فيه التفسير والفقه والحديث، فذهبت إليهم بصحبة أولادي وبعض الشباب المثقّف .. دخلنا غرفة كبيرة، وجلسنا ننتظر الدرس، وبعد برهة من الزمن دخل الشيخ، فسلّم علينا، ثمّ جلس على مقعده، ولم يقم له أحد، فقلت في نفسي، هذا الشيخ متواضع، لا يحب القيام له.

وبدأ الشيخ درسه بقوله: إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره .. إلى آخر الخطبة التي كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفتتح بها خطبه ودروسه، ثمّ بدأ يتكلّم باللغة العربية الفصحى، ويورد الأحاديث، ويبيّن صحّتها وراويها، ويصلّي على النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلّما ذكر اسمه. وفي ختام الدرس وجّهت له الأسئلة فكان يجيب عليها بالدليل من الكتاب والسنّة، ويناقشه بعض الحاضرين فلا يردّ سائلاً أو متكلماً، ثمّ قال في آخر درسه: الحمد لله، إنّنا مسلمون سلفيون، وبعض الناس يقولون إنّنا وهّابيون، فهذا تنابز بالألقاب، وقد نهانا الله عن ذلك بقوله: ((وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ)) (الحجرات: 11).

ولمّا انتهى الشيخ من درسه، خرجنا ونحن معجبين بعلمه وتواضعه، وسمعت أحد الشباب يقول: هذا هو الشيخ الحقيقيّ.

ومن هنا بدأت رحلتي إلى التوحيد الخالص، والدعوة إليه، ونشره بين الناس اقتداء بسيّد البشر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإنّي لأحمد الله عزّ وجلّ الذي هداني لهذا، وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله، والحمد لله أوّلاً و آخراً.

(القسم الثاني: توبة الفنانين والفنانات:

(القسم الثاني: توبة الفنانين والفنانات:

(توبة الممثلة شمس البارودي (?):

في حوار أجرته إحدى الصحف مع شمس البارودي الممثلة المعروفة التي اعتزلت التمثيل وردّاً على سؤال عن سبب هدايتها قالت:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015