وإن مما لا شك فيه أن قصصٌ التائبين المعاصرين أوقع في النفس، لذلك انتقينا منها أشد القصص تأثيراً، قصصٌ تظهر فيها دموع التوابين وأنين المذنبين ونشيج الأوابين وعبرات المنينين، وجه مدفون بين كفين ملأى بالدموع .. قلبٌ يرتجف كورقة خريفية مآلها السقوط .. دموعٌ تنهمر بغزارة في صمت رهيب .. تنهار من مآقي عينه كالسيول الجارفة مشبعة بمرارة مضنية .. آلام غائرة مستكنة في قرارة نفسه .. هموم وغموم رابضة على قلبه .. ! الليل يتأوه لحزنه .. لكربه .. موجاتٌ من الندم والحسرة تهدر أعماقه بل تمتد فتقبض أنفاسه .. ! كم عصفت به أعاصير الهوى فحركت مركبه حيث شاءت .. حيث العوج الخُلقي .. حيث السطو على العواطف .. حيث تلّون القلب بالأقذار .. !

كم انتابه ذاك السعار الملهوف .. وتلك الشهوات المجنونة فبصمت على آثارها .. كم مرة خلع فيها خير لباس .. لباس التقوى، وتدثر بذلك الثوب الخلِق .. البالي .. القذر .. المزركش بتلك الخطايا .. !

كم خطفته تلك النشوة المؤقتة إلى منزلقٍ خطير .. بل إلى منحدر سحيق حيث التمرغ بأوحال الخطايا والآثام .. !

ها هي مقابر الأحزان تلتف حول عنقه .. ها هو بين الحين والحين يحمل الأكفان المثقلة بأجساد الذكريات النتنة .. العفنة ..

،وغالب هذه القصص من كتاب (العائدون إلى الله) لمحمد بن عبد العزيز المسند فإنه كتاب عظيم النفع جداً في هذا المجال، جزى الله جَامِعَه خَيْرَ الجزاء وأنعم عليه بنعمٍ فوق ما يخطر ببال أو يدور في الخيال، وقد قمت بتقسيمها إلى ثلاث أقسام رئيسية كما يلي:

(القسم الأول: توبة الشيوخ والعلماء:

(القسم الثاني: توبة الفنانين والفنانات:

(القسم الثالث: توبة أناسٍ غارقين في المعاصي إلى الأذقان:

وهاك القصص بين يديك:

(القسم الأول: توبة الشيوخ والعلماء:

(القسم الأول: توبة الشيوخ والعلماء:

(توبة الشيخ أحمد القطان (?):

الشيخ أحمد القطان من الدعاة المشهورين والخطباء المعروفين يروي قصة توبته فيقول:

إن في الحياة تجارب وعبراً ودروساً ... لقد مررت في مرحلة الدراسة بنفسية متقلّبة حائرة ... لقد درست التربية الإسلامية في مدارس التربية ـ ولا تربية ـ ثمانية عشر عاماً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015