مسألة: هل يكون على كل عضو توبة؟

الجواب:

الصحيح أنه على كل عضو توبة فتوبة العين كفها عن النظر إلى الحرام، وتوبة الأذن كفها عن سماع الحرام، وتوبة الرجل كفها عن المشي إلى الحرام، وتوبة اليد كفها عن فعل الحرام، وتوبة القلب تخليصه من كل ما ينافي سلامته من الشرك، والحسد، والغل، والحقد، ونحو ذلك ...

(فعل معصية من المعاصي لا يُسَوِّغُ فعل غيرها:

مسألة: إذا ابتلي العبد بمعصية من المعاصي فهل ذلك لا يسوغ له فعل غيرها؛ بحجة أنه لم يتب بعد، أو لم يستقم استقامة حقة.

الجواب:

إذا ابتلي العبد بمعصية من المعاصي فإن ذلك لا يسوغ له فعل غيرها؛ بحجة أنه لم يتب بعد، أو لم يستقم استقامة حقة.

فسماع الحرام لا يسوغ رؤية الحرام، وأكل الربا لا يسوغ شرب الخمر، وهكذا ...

(فعل المحرمات لا يسوّغ ترك الطاعات:

مسألة: إذا ابتلي العبد ببعض المحرمات كأكل الربا، أو سماع الحرام، أو شرب الخمر ـ والعياذ بالله ـ فهل ذلك يسوغ له ترك الصلاة مثلاً؟

الجواب:

إذا ابتلي العبد ببعض المحرمات كأكل الربا، أو سماع الحرام، أو شرب الخمر ـ والعياذ بالله ـ فإن ذلك لا يسوغ له ترك الصلاة مثلاً لأن الشيطان قد يلقي في قلب ذلك العاصي أنه منافق؛ إذ كيف يصلي وهو مصر على ارتكاب بعض المعاصي؟.

وما يريد عدو الله من ذلك إلا زيادة الإثم على العاصي، أو إخراجه من دائرة المعصية إلى دائرة الكفر.

ثم إن ترك الأوامر أعظم من ارتكاب المناهي.

[*] (قال سهل بن عبد الله رحمه الله تعالى: ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي؛ لأن آدم نهي عن أكل الشجرة فأكل منها، فتاب عليه، وإبليس أمر أن يسجد لآدم فلم يسجد، فلم يتب عليه (?).

[*] (وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى: الصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات، وأفضل؛ فإن مصلحة فعل الطاعة أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية، ومفسدة عدم الطاعة أبغضُ إليه وأكره من مفسدة وجود المعصية (?).

[*] (ولقد علق ابن القيم رحمه الله تعالى على كلمة سهل بكلام عظيم.

قال: قلت: هذه مسألة عظيمة لها شأن، وهي أن ترك الأوامر أعظم عند الله من ارتكاب المناهي، وذلك من وجوه عديدة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015