مسألة: كيف يتوب من عاوض غيره معاوضة محرمة وقبض العِوض كبائع الخمر والمُغَنَّي وشاهد الزور ثم تاب والعوض بيده؟

الجواب:

وأما توبة من عاوض غيره معاوضة محرمة وقبض العِوض كبائع الخمر والمُغَنَّي وشاهد الزور ثم تاب والعوض بيده على قولين لأهل العلم كما يلي:

فقالت طائفة يرده إلي مالكه إذ هو عينُ ماله، ولم يقبضه بإذن الشارع ولا حصل لربه في مقابلته نفعٌ مباح، وقالت طائفة – بل وهو أصوب القولين -:بل توبته بالتصدق به وكيف يرد إلى دافعه مالاً استعان به على معاصي الله؟ وهكذا توبة من اختلط ماله الحلال بالحرام وتعذر عليه تمييزه أن يتصدق بقدر الحرام ويطيب باقي ماله والله أعلم.

مسألة: إنسان يعمل في المصانع التابعة لشركات أجنبية والمختلطة من حيث التوقيت في العمل، ومن حيث الجنسين وما يتبع ذلك من محادثات ومزح وما إلى ذلك ومشاهدة أشياء محرمة وفواحش تقع بين بعض الشبان وبعض الفتيات خصوصا عند العمل ليلا، وكان يحصل على أجره كل شهر، والآن وقد ترك العمل منذ سنتين، وبقي لدي أشياء كان قد اشتراها من تلك الرواتب التي كان يتقاضاها، منها آلة خياطة كان يخيط عليها الملابس للفتيات، وكان لا يهتم لاحتشام هذه الملابس، بل كان يخيط كل ما تريده زبوناته، ولكنه الآن تاب إلى الله عز وجل، ولم يعد يفعل ذلك. فما حكم تلك الأموال التي كان يتقاضاها، وما حكم ما بقي من الأشياء التي اشتراها بذلك المال، وكيف يتصرف فيها، ومنها آلة الخياطة، وبعض الذهب، وبعض الأثاث والمفروشات؟

الجواب:

أولا: نحمد الله تعالى أَنْ مَنَّ عليك بالتوبة، ورزقك الإنابة، فوالله إن خير ما يكسبه المرء في دنياه صدق الرجوع إلى الله، ومن أراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار والافتقار، وأراه عيوب نفسه وجهلها وظلمها وتعديها حدوده، وألان قلبه إلى التوبة والاستغفار والندم على الذنب والتفريط.

فقد كان عملك في الأماكن المختلطة وفي صنع وإنتاج ما يستعمل على الوجه الحرام من المحرمات التي تمنعها الشريعة الإسلامية، حفظا للدين، وصيانة لمجتمعات المسلمين، والتزاماً بحدود الله، وتعظيماً لشرعه، ومعرفةً لقدره عز وجل.

[*] (قال ابن القيم في "الوابل الصيب" (ص/32):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015