فالسوء: العشق، والفحشاء: الزنا؛ فالمخلص قد خلص حبه لله، فخلَّصه الله من فتنة عشق الصور، والمشرك قلبه متعلق بغير الله، فلم يخلص توحيده وحبه لله عز وجل.
{هند بنت عتبة رضي الله عنها}
لمعرفة معدنها النفيس والذي هو أنفس من الذهب الخالص يكفينا ردها على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حين سمعت منه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بنهي المرأة عن الزنا في مبايعتهن للنساء، فردَّت هند بنت عتبة بروح المرأة (التقيةٍ النقية، العفيفةً الحييِّة، الحرةً الأبيَّة)
قالت رضي الله عنها: وهل تزني الحرة يا رسول الله ... ؟!
قالتها متعجبة! استفهام استنكاري يفيد الاستنكار، تقول وبكل تعجب أو تزني الحرة يا رسول الله؟! أي أن المرأة الحرة لا تزني أبدا، تأنف باستنكارٍ واضحٍ رذيلةً تَعَافها المرأة في جاهليتها وحتى يوم أباحت مضغ أكباد الرجال وأباحت لنفسها السجود للأصنام!! لنقف هنا وقفة مع المرأة الحرة حين تعاف الرذيلة وتبغضها قبل أن تعتنق الإسلام، وتصفها بالقبح والإسلام بعدُ حديث عهد في قلبها لم يبلغ بها مبلغ السابقين .. تقوله وهي حديثة عهد بكفر وجاهلية!! لكنها الفطرة التي لم تتلوث بالعهر والدناسة! لكنها العفة التي لم يخدشها نزوة أو طيش! أو مَيلٌ إلى الحرام كقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في صحيح مسلم (مائلاتٍ مميلات) بالله عليكم كيف حال هذه العفة بعد الإسلام وقد سقاها بماء الإيمان والحياء فزادها جمالا وأسبغ عليها رونقا وإجلالا.
هذه من ضُرِب بعفتها الأمثال وتغنى بشرفها الأبطال، تصبر ولا تدنس ذيلها وتموت ولا تأكل بثدييها.
(والسؤال الذي يطرح نفسه الآن؟
فهل يعني هذا أن العفة تسكن قلب المرأة الحرة بغض النظر عن دينها؟ وأن دماثة الخلق يُمْكِن أن تأنس لقلوب لم يسكنها الإيمان بالله بعد؟
الجواب: نعم .. وهند بنت عتبة أصدق دليل!!!