(حديث ابن مسعود الثابت في الصحيحين) قال: كنا مع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شبابا لا نجدُ شيئاً فقال لنا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغضُ للبصر وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)
(ثم ماذا بعد الموت؟ أين مصير الزناة والزواني؟
قال تعالى: (وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىَ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [سورة: المؤمنون - الآية: 100]
البرزخ كما قلنا هو حياة القبر، فماذا سيكون مصيرهم هناك، إنه تنور (فرن) أسفله واسع وأعلاه ضيق يوضع فيه الزناة والزواني ويأتيهم العذاب والنار من تحتهم وهم يصرخون ويصيحون، فمن ينصرهم في ذلك الموقف العسير؟ فلا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم أجِرْنَا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
ثم كيف بالزناة والزواني يخشون الناس ولايخشون الله، ويستحيون من الناس ولايستحيون من الله، ويستخفون من الناس ولايستخفون من الله. فتراهم يهربون إلى أماكن بعيدة حتى لا يراهم أحد من الناس، ونسوا بل تناسوا أن الله يراهم وينظر إليهم في تلك اللحظات المشينة،
قال تعالى: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيّتُونَ مَا لاَ يَرْضَىَ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) [سورة: النساء - الآية: 108]
قال تعالى: (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُمْ مّؤُمِنِينَ) [سورة: التوبة - الآية: 13] ولكنه اتباع الهوى والشهوات، والبعد عن خالق الأرض والسموات،
قال تعالى: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصّلاَةَ وَاتّبَعُواْ الشّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً) [مريم / 59]
مسألة: ما هو الغي في قوله تعالى: (فسوف يلقون غياً)؟
الغي في قوله تعالى: (فسوف يلقون غياً): هو وادٍ في جهنم بعيد قعره، فيه من ألوان العذاب مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، نسي أولئك أنهم سيعودون إلى الله سبحانه وتعالى فيجازيهم بأعمالهم،
قال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ)
[المؤمنون / 115]
وأنه سبحانه سيُذَكِّرْهُم ويُقَرِّرْهُم بما عملوا، فإن نسوا هم فإن الله لا ينسى