(إخواني: انظروا إلى من جمع الدنيا قبلكم، ما هو إلا قليلا حتى أصبح جمعهم بوراً، وآمالهم غروراً، ومساكنهم قبوراً، وإما جنةً أو عذاباً وثبورا.

فتأملوا أحوال الراحلين، واتعظوا بالأمم الماضين، لعل القلب القاسي يلين.

أما اعتبرت بمن رحل أما وعظتك العبر أما كان لك سمعٌ ولا بصر.

يا مُطْلَقاً اذكر قيودهم، ويا متحركاً قد عرفت همودهم

خلِّص نفسك من أسرِ الذنوب، وتأهب لخلاصك فأنت مطلوب.

وارجع إلى علام الغيوب، عساه أن يغفر الإثم والحوب.

(إخواني: ما أسرع انصرام العمر ومرور الأيام فخذوا في الجد والاهتمام فمن كان منكم أحسن فعليه بالتمام ومن كان منكم أساء فليختم بالحسنى فالعمل بالختام.

(أما آن لكم أن ترجعوا إلى ربكم ذي الجلال والإكرام وأن تخشوْا يَومًا تُزَلْزَلُ فِيهِ الأَقْدَامُ، وَتُرعدُ فِيهِ الأَجْسَامُ، وَتَتَضَاعَفُ فِيهِ الآلامُ، وَتَتَزَايَدُ فِيهِ الأَسْقَامُ. وَيَطُولُ فِيهِ الْقِيَامُ،

(أما علمتم أن السعي للجنة لا يكون بالكلام، ولا بالأماني والأحلام، ولكن بالجِدِ والاهتمام

(لله درُ أقوامٍ: أخمصوا البطون عن مطاعم الحرام، وأغمضوا الجفون عن مناظر الآثام، وقيدوا الجوارح عن فضول الكلام، وطووا الفرش وقاموا جوف الظلام، وطلبوا الحور الحسان من الحي الذي لا ينام، وتقربوا إلى الله بمداومة الصيام والقيام، فكل زمانهم رمضان، أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام، عساهم أن يدخلوا الجنة بسلام.

(يا من قد امتطى بجهله مطايا المطالع، لقد ملأ الواعظ في الصباح المسامع،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015