وقد جرت عادة الأئمة ... إفراد كل قارئ بختمة
حتى يؤهلوا لجمع الجمع ... بالعشر أو أكثر أو بالسبع
وجمعنا نختاره بالوقف ... وغيرنا يأخذه بالحرف
بشرطه فليرع وقفا وابتدأ ... ولا يركّب وليجد حسن الأدا
فالماهر الذى إذا ما وقفا ... يبدا بوجه من عليه وقفا
يعطف أقربا به فأقربا ... مختصرا مستوعبا مرتبا
أقول إن قوله فى البيت الأول من هذا النظم بإفراد كل قارئ بختمة كان معمولا به ولا مانع منه. والآن نعمل بقراءة جزء من أول القرآن الكريم بحسب أحوال المتلقى فى الفهم لكل راو عن إمام ثم يجمع بين روايات الطرق عن الإمام ويجمع لأكثر من إمام وهكذا كما يحصل فعلا عند التلقى والممارسة النشيطة مع السلوك الصحيح فى السير إلى الله وهذا شرط ضرورى فى تسهيل الأداء والانتفاع به. وأما قوله: (بالعشر أو أكثر) فالعمل الآن والمحقق هو أن ما بعد العشرة المتواترة شواذ لا يقرأ بها على أنها قرآن. وقد حصل فى هذا اختلاف خرجت منه كشفا وفتحا إليها فى المرائى وهو أنى اعتزمت القراءة بالأربع الشواذ المعروفة بعد العشرة المتواترة (وهذه القراءات الشواذ هى لابن محيصن واليزيدى والحسن البصرى والأعمش) على متخرج من معهد القراءات بلغنى أنه يقرئ بها فما كان إلا أن منعت عن ذلك بالتهديد الشديد والمنع الكامل عن ذلك. وانتهت المخاصمات فى معهد القراءات على منع القراءة بها على أنها قرآن وحصل الاكتفاء بدراستها فقط لما حرره المحققون بوجوه انتفاع بها فى اللغة العربية وغير ذلك مما هو موجود فى الكتب التى ألفت بشأنها. وأيضا قد رأيت إجازات بشأنها عن بعض الشيوخ ولكن ذلك لا يقف فى وجه الإجماع على عدم قرآنيتها فقف على ذلك واعمل به.