فقد كان أبو بكر أقرب أصحاب الرسول من الرسول، وأولهم إسلاماً، وثاني اثنين إذ هما في الغار.
وثارت حروب الردة، فأسرع عبد الله إلى حسامه، وقارع المرتدين حتى عادوا إلى رشدهم، وعادت الجزيرة العربية مسلمة كلها بحمد الله.
وانطلق ابن أنيس مع الجيوش الفاتحة، فشارك فيها جندياً ينشر الإسلام ويدعو إلى التوحيد، فشارك في فتوح مصر وإفريقية.
وكانت نفس عبد الله مفعم بالسرور إذ نصر الله دينه ويسر له من سرعة القبول وسعة الانتشار ما جعل الناس يدخلون فيه أفواجاً أفواجاً.
وعاد عبد الله إلى الشام بعد أن أدركته الشيخوخة وجلس إلى أهله وولده وأخذ يقص عليهم فصولاً من حياته وجهاده مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أن قبض إلى الرفيق الأعلى ومع أبي بكر إلى أن انتهت فتنة المرتدين، ومع الجيوش الفاتحة إلى أن وصلت شاطىء المحيط. .
ولم يكن عبد الله يمل الحديث عن جهاده، ولم يكن أولاده ومن حضر مجالسه من المسلمين يملون ذلك، بل