اشتعال الأحقاد بعد بدر

وعندما انتصر المسلمون في بدر، ووصل البشير بأخبار النصر المبين إلى يثرب لم يصدق اليهود النبأ أو لم يريدوا أن يصدقوه، فقد كانوا يعتبرون انتصار الاسلام هزيمة لهم وإضعافا لمكانتهم في المدينة، لذا وقفوا من النصر مواقف متباينة كلها تدل على حقدهم الدفين للاسلام والمسلمين، فقد كانوا بين مشكك في النصر وبين هازيء به وبين مهدد بالانتقام لقتلى المشركين من قريش.

وشرعوا في إيذاء المسلمين، ولم يكفوا عن الايذاء حتى بعد عودة الرسول الى المدينة يقود خلفه سبعين من الاسرى المقرنين بالحبال والأصفاد، بل ان ذلك زاد في احقادهم، فزادوا لذلك في ايذائهم. . .

وتولى كبر المجاهرة بالعداء نفر من العرب المتهودين على رأسهم أبو عفك الأوسي.

ولم يمنع ما بلغه أبو عفك من سنٍّ أربت على المائة، وقيل أنها بلغت مائة وعشرين، من التصدي للاسلام وأهله، فراح يذمهم في مجلسه، واجتهد في الصد عن الاسلام وبالغ في هذا الاجتهاد، وكان من أشد وسائله خطراً هذه القصائد التي أخذ يقولها في ذم

الرسول ورسالته والمؤمنين ودعوتهم، وكان مما قاله في ذلك مخاطباً المسلمين من قومه الأوس:

لقد عشتُ حيناً وما إن أرى ... من الناس داراً ولا مجمعا

أجسم عقولاً وآتي الى ... منيب سراعاً إذا ما دعا

فسلبهم أمرهم راكب ... حراماً حلالاً لشتى معا

فلو كان بالملك صدقتم ... وبالنصر تابعتم تُبّعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015