كالتي أتيحت لعمير حتى يكتسب شرفاً كهذا الذي فاز به عمير، وحتى يحصل على وسام من هذه الاوسمة التي يزين بها ابطال الاسلام تاريخهم ويخلدون بها اسماءهم. . ان اوسمة الرسول هي تلك الألقاب التي يطلقها على اصحابه كلما امتاز أحدهم بعمل يؤهله لها.

وحاز عمير على اعجاب الصحابة مهاجريهم وانصارهم، وكان من أشد الصحابة اعجابا بعمير وعمله عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فقال لمن حوله: انظروا الى هذا الأعمى الذي تشرى في طاعة الله تعالى.

فنظر الرسول – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى عمر وقال له: لا تقل الأعمى. . ولكنه البصير.

فكيدوني جميعاً

ملأ قلب عمير شعور بالأمان، ألم يقل له رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى: لا ينتطح فيها عنزان؟ لذا فقد خرج من مسجد رسول الله وتوجه إلى منازل بني خطمة حيث يتجمع الخطميون للتشاور في أمر ابنة مروان، انهم يعلمون أن قاتلها منهم، فما كان لرجل من غيرهم أن يدخل عليهم ليلا دون أن يحس به أحد، اذن فالقاتل لا بد أن يكون واحدا من اثنين، عمير بن عدي وخزيمة بن ثابت، فهما اللذان خالفا بني خطمة ودخلا في دين محمد. . .

وعندما طلع عليهم عمير بن عدي نظروا اليه بعيون الريبة وقالوا له: أنت قتلتها يا عمير؟

والتفت اليهم عمير باستخفاف وقال لهم بعزة وتحد: نعم أنا قتلتها، فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون. وبُهت الذين كفروا، وداخلهم الرعب، فلم ينبسوا ببنت ششفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015