عمير يقتل عصماء:

كان عمير كفيف البصر. . . ولكنه كان نافذ البصيرة، رتب أموره جيداً، فأتى بيت عصماء وقد هجع قومها وناموا، فدنا من البيت فاذا هي نائمة في الفناء وحولها بنوها، وكانوا ذوي عدد، فتحسسهم حتى عرفها من بينهم، فأغمد فيها سيفه حتى أنفذه من ظهرها، وخرج مسرعاً قبل أن يتنبه إليه بنوها فيلحقوا به. . .

وأفاق ابناء عصماء فوجدوا أمهم سابحة في دمائها، فاضطربوا لهذا الذي رأوه، وساد البيت الهرج والمرج، ووصل الخبر إلى كل بيت من بيوت خطمة، فاجتمعوا حول بيتها، وكلهم يسأل: من قتل عصماء؟ وتسابق الجميع في اطلاق التهديد والوعيد، وتمنوا لو عرفوا قاتلها حتى يثأروا منه ويلحقوه بها.

نصرت الله ورسوله يا عمير

لم يغمض لعمير جفن بعد تنفيذه لعمليته الفدائية، فقد قتل امرأة عزيزة الجانب يحيط بها عدد من الأبناء الشجعان، كما يغضب لها قومها من بني خطمة وهم ذوو عَدَد وعُدة وذوو شجاعة ونجدة، وبقي ساهرا حتى ارتفع صوت بلال بالنداء للصلاة، فخف إلى مسجد الرسول ليبلغه ويبشره بالخلاص من مشركة بني خطمة التي كانت تؤلب على الاسلام ونبيه.

وأدى عمير صلاة الصبح خلف سيد المرسلين، وعندما سلم الرسول من الصلاة، التفت إلى عمير وفاجأه بقوله: اقتلت ابنة مروان؟

قال عمير: نعم يا رسول الله.

قال – عليه السلام –: نصرت الله ورسوله يا عمير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015