بالخصومة، وبالغت بالكيد للاسلام وأهله، وكان أخطر أسلحتها هذه الأشعار التي تنظمها في ذم المسلمين والتحريض عليهم، وكان الشعر في ذلك العهد من اخطر الأسلحة التي يشهرها الناس في وجوه خصومهم، وكانت هذه المرأة تنفث اشعارها فتثير الناس على المسلمين، وكان مما قالته في رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –:

أطلعتم أتاوي من غيركم ... فلا من كراد ولا ملحج

ترجونه بعد قتل الرؤوس ... كما يرتجى مرق المنضج

ألا أنف يبتغي غرة ... فيقطع من امل المُرْتجى

ولما سمع عمير بن عدي هذا الشعر الذي تعرض فيه عصماء برسول الله وتحرض على قتله، أثاره أن يكون هذا التعريض وذلك التحريض من قومه، فقرر بينه وبين نفسه أن يخلص المسلمين من مشركة بني خطمة، وقال لنفسه: لئن رد الله ورسوله سالماً من بدر لاقتلنها.

وعندما عاد رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – من بدر، وسمع شعر عصماء، خشي مغبته على المسلمين، فالتفت الى اصحابه وقال لهم: ألا آخذ لي من ابنة مروان؟

وزادت كلمات رسول الله عزم عدي على قتلها، وصمم على المبادرة بذلك حتى لا يزداد اذاها للمسلمين، وحتى لا تنتشر اشعارها فتقوي من عزم المشركين. . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015