* *

إلى مسيلمة الكذاب:

ظن رجال من العرب أن النبوة أمنية يمكن أن يمني بها الإنسان نفسه، ثم يعمل على ادعائها، فينقلها من عالم الخيالات والأحلام إلى عالم الإحساس والواقع، وظنت قبائل من قبائل العرب أن النبوة ابتداع ابتدعته قريش لتباهي به القبائل وتفاخرهم بمجده وسؤدده، وعندما وجدت هذه القبائل من رجالها من ادعى النبوة بادرت تتلقف الفرصة وتنتهز المناسبة لتقابل قريشاً فخراً بفخر ونبوة بنبوة!

هكذا ظن مسليمة الكذاب، وكذلك كان ظن قومه من بني حنيفة، وذهب بعض رجال هذه القبيلة في التعصب مذهباً جعلهم يعلنون أن كذاباً من بني حنيفة أحب إليهم من صادق من قريش!

وأرسل رسول الله كتاباً إلى مسيلمة الكذاب مع عمرو بن أمية الضمري، يحبب فيه الإسلام إلى مسيلمة ويكره اليه الفتنة ويبغضه فيها وينهاه عن ركوبها.

وانطلق عمرو إلى مسيلمة في اليمامة، وسلمه كتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورأى عمرو من غرور مسيلمة ومن افتراءاته الشيء الكثير، وصبر على ما رأى انتظاراً منه لجواب كتاب رسول الله، وأملى مسيلمة كتابه وعمرو يسمع، فراودته نفسه أن يثب عليه فيفتك به لولا أنه لم يؤمر بذلك، ويرد إتمام ما أمره به الرسول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015