قال عمرو: إنه كان من أمر هذا الرجل (رسول الله) ما قد رأيت، قد أسلمت العرب كلها، وليست لكم بحربهم من طاقة، فانظروا في أمركم.

وأطرق عبد يا ليل ملياً، ثم رفع رأسه وقال: لقد صدقت يا أبا أمية، ما لنا بحرب العرب من طاقة.

قال عمرو: لقد انجلى الليل وبان الصبح لذي عينين، فوالله إن ما يدعو إليه النبي لحق، وما كنا عليه، وما أنتم عليه الآن لباطل.

قال عبد يا ليل: هذا ما تبين لي منذ زمن، ولكني وأمثالي من سادة ثقيف نخشى مصيراً كمصير عروة، ولكن دعني أرى رأيي وأجمع قومي، وسوف أدعوهم إلى هذا الدين برفق ولين، وأزين لهم أمر الدخول فيه، وأخوفهم مغبة الاعراض والعناد. .

كانت رحلة عمرو إلى ثقيف يحدوها الاخلاص والأمل وكانت دعوته لعبد يا ليل نابعة من القلب، فوقعت من عبد يا ليل موقعاً وصادفت لديه قبولا، فدعا بها قومه فآمنوا.

وعاد عمرو بن أمية إلى رسول الله ومعه وفد من سادة ثقيف فوقفوا بين يدي رسول الله يشهدون بشهادة الحق، ويبشرون رسول الله بإسلام ثقيف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015