فإذا هو يقول: نعم أشهد أنه رسول الله، ولو قدرت أن آتيه لأتيته، وماذا بعد؟

قال عمرو: إنه يطلب منك أن تزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان.

قال النجاشي: حباً وكرامة، هذا شرف عظيم أولانيه الرسول الكريم، قد زوجته أم حبيبة وأصدقتها عنه أربعمائة دينار، وأمرت لها بكسوة وثياب، وسآمر أهل بيتي أن يأتوها ويهدوا إليها ما يصلح النساء ويسرهن. . وبعد يا عمرو؟

قال عمرو: بارك الله على الملك الصالح. إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطلب منك أن تحمل المسلمين الذين في جوارك وتعيدهم معي إلى المدينة.

قال النجاشي لمترجمه: إذهب من فورك وجهز سفينتين من أحسن سفننا واحمل بهما أصحاب رسول الله. . . والتفت إلى عمرو وقال: لقد أمرنا لك بكل ما تريد، وأقرىء رسول الله مني السلام.

أي فرحة غامرة هذه التي امتلأ بها قلب عمرو، لقد حضر بنفسه إسلام النجاشي، ورأى بنفسه مدى إجلاله لرسول الله ومدى احترامه لأوامره. لقد كانت سفارته هذه خيراً له وللنجاشي وللمسلمين.

وتلقى مهاجرو الحبشة عمرو بن أمية لدى خروجه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015