المدة طالت ورسول الله يؤجل ذلك حتى تستقر له الأمور في المدينة وما حولها، ومضت بدر وأحد والخندق، وسمع مهاجرو الحبشة بأخبارها، فتمنوا لو كانوا من جنودها، وازداد شوقهم لرسول الله ومن معه من المسلمين.
وحدث ما أزعج مهاجري الحبشة، ذلك أن عبيد الله ابن جحش تنصر، وراود امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان على النصرانية فامتنعت وثبتت على إسلامها. ووصل خبر ذلك إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستدعى عمرو بن أمية الضمري وكتب رسالة إلى النجاشي يدعوه فيها إلى الإسلام ويطلب منه أن يزوجه أم حبيبة وأن يحمل من عنده من المسلمين ويرسلهم إلى المدينة، وطلب من عمرو أن ينطلق بالرسالة الى النجاشي.
استقبل المسلمون في الحبشة عمرو بن أمية بالبهجة والسرور، وأمطروه بالأسئلة عن رسول الله والمسلمين:
- كيف تركت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
- كيف تركت أبا بكر وعمر وعثمان و. . . و. . .؟
- حدثنا عن أمر بدر، وكيف نصر الله عبده رسول الله وأعز جنده المسلمين؟
- قل لنا كيف كان مبدأ أحد؟ وكيف دارت الدائرة على المسلمين؟ وكيف سولت لإخوتنا أنفسهم أن يخالفوا أمر رسول الله فيتركوا مواقعهم؟