والإخبار عن أكثرهم بأنهم لا يعقلون: يحتمل أن يكون فيهم من قصد بالمحاشاة، ويحتمل أن يكون الحكم بقلة العقلاء فيهم قصدًا إلى نفي أن يكون فيهم من يعقل، فإنّ القلة تقع موقع النفي في كلامهم.
وروي: أن وفد بني تميم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الظهيرة وهو راقد، فجعلوا ينادونه: محمد، اخرج إلينا، فاستيقظ فخرج، ونزلت. وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فقال: «هم جفاة بني تميم،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (من قصد بالمحاشاة): أي: استثنى بـ {أَكْثَرُهُمْ}، فإنه يدل على أن بعضهم لم يكونوا كذلك. الأساس: "أساؤوا حاشى فلانًا، وأنا أحاشيك من كذا، وقال:
وما أحاشي من الأقوام من أحد"
معناه: ويحتمل أن يكون في القوم من قصد استثناؤه وإخراجه من الحكم، بقلة العقل، ف"أكثرهم" استثناء معنوي، قال صاحب" التقريب": وإنما قال: {أَكْثَرُهُمْ}؛ لأن البعض قد يعقل.
قوله: (فإن القلة تقع موقع النفي): قال الحماسي:
قليل التشكي للمهم يصيبه
أي: عديم التشكي.