قرئ (بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ) بالكسر «4»، والمعنى: علمت ما لم تعلموه، وفطنت ما لم تفطنوا له. قرأ الحسن (قَبْضَةً) بضم القاف وهي اسم المقبوض، كالغرفة والمضغة. وأما القبضة فالمرة من القبض، وإطلاقها على المقبوض من تسمية المفعول بالمصدر، كضرب الأمير. وقرأ أيضا: (فقبصت قبصة)، بالصاد المهملة. الضاد: بجميع الكف. والصاد: بأطراف الأصابع. ونحوهما: الخضم، والقضم: الخاء بجميع الفم، والقاف بمقدمه: قرأ ابن مسعود: (من أثر فرس الرسول). فإن قلت: لم سماه الرسول دون جبريل وروح القدس؟ قلت: حين حل ميعاد الذهاب إلى الطور أرسل الله إلى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (بَصُرْتُ بِمَا لَمْ تَبْصُرُوا بِهِ)، إلى قوله: (فطنت ما لم تفطنوا له)، قال القاضي: وهو أن الرسول الذي جاءك روحانيٌّ محضٌ لا يمس أثره شيئاً إلا أحياه.

قوله: (فقبضت قبضةً)، بالصاد، قال ابن جني: تقارب الألفاظ لتقارب المعاني، وذلك أن الضاد المعجمة لتشيها واستطالة مخرجها جُعلت عبارةً عن الأكثر، وهو القبض بكل اليد، وأن الصاد المهملة لصفائها وضيق محلها وانحصار مخرجها جُعلت عبارةً عن القبض بأطراف الأصابع، ولعلنا لو جمعنا من هذا الضرب لكان أكثر من ألف موضع.

قوله: (ونحوهما: الخضم والقضم)، الجوهري: الخضمُ: هو الأكل بجميع الفم، والقضمُ: الأكلُ بأطرافِ الأسنان، قال الأصمعي: أخبرنا ابن أبي طرفة قال: قدم أعرابيٌّ على ابن عم له بمكة فقال له: إن هذه بلادُ مقضم وليست ببلاد مخضم.

قوله: (لم سماه الرسول)، يعني: السامريُّ كان يعرف جبريل، فلم عدل عن اسمه وسماه الرسول؟ قالوا: تلخيص الجواب أنه عرف منه أنه رسولٌ مبعوثٌ له شأنٌ، ولعله لم يعرف أنه جبريل حين جاء إلى موسى راكباً الحيزوم، فيكون جواباً واحداً، وعليه ظاهرُ كلام صاحبِ "التقريب". وقلتُ: الظاهر أنه جوابان، أحدهما: أن السامري عرف جبريل،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015