(فَأَقامَهُ) قيل: أقامه بيده. وقيل: مسحه بيده فقام واستوي. وقيل: أقامه بعمود عمده به. وقيل: نقضه وبناه. وقيل كان طول الجدار في السماء مائة ذراع، كانت الحال حال اضطرار وافتقار إلى المطعم، وقد لزتهما الحاجة إلى آخر كسب المرء؛ وهو المسألة، فلم يجدا مواسيا، فلما أقام الجدار لم يتمالك موسى لما رأى من الحرمان ومساس الحاجة أن (قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) وطلبت على عملك جعلا حتى ننتعش ونستدفع به الضرورة وقرئ: (لتخذت)، والتاء في تخذ، أصل كما في تبع، واتخذ افتعل منه، كاتبع من تبع، وليس من الأخذ في شيء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرمل حتى يصير إلى برد الثرى، يقال: كنست الظباء وتكنست: استترت. والروق: القرن، ومنقاض: أي منهدم، منكثب: هائل. يصف الرملة يقول: الثور يغشى الكناس بقرنيه ويهدم الكاس، ما انهال من الرمل وتناثر وتساقط قطعة قطعة.
و"منقاصٌ": يُروى بالضاد المعجمة، من: انقاض الطائر وانقض؛ إذا أسرع في سقوطه. ويروى بالصاد المهملة، من: انقاصت السن: إذا انشقت، وهو خبر مبتدأ محذوف، أي: هو منقاصٌ، وهو يعود إلى الكناس.
قوله: (وقرئ: "لتخذت"): ابن كثير وأبو عمرو: بفتح التاء المخففة، والباقون: بتشديد التاء وفتح الخاء.
قوله: (والتاء في "تخذ" أصلٌ)، ذكر في باب الواو مع الخاء في "الأساس": وخذ يخذُ وخذاً ووخذاناً. وفي باب التاء مع الخاء: اتخذته خليلاً، وهو المراد من قوله: "وليس من الأخذ في شيء"، قال أبو البقاء: وهو من "تخذ يتخذُ": إذا عمل شيئاً، وأما "اتخذ" بالتشديد