وتثبيتهم في الآخرة: أنهم إذا سئلوا عند تواقف الأشهاد عن معتقدهم ودينهم، لم يتلعثموا ولم يبهتوا، ولم تحيرهم أهوال الحشر. وقيل معناه الثبات عند سؤال القبر. وعن البراء ابن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر قبض روح المؤمن فقال: «ثم تعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه في قبره ويقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إلى عبادة الله، ونهاه عن عبادة الصنم، فأمر به، فشد يديه ورجليه، ودعا بأمشاط من الحديد، فسرح بها صدره وبدنه، ثم صب عليه ماء الملح، فصبره الله عليه، ثم دعا بمسامير من حديد، فسمر عينيه وأذنيه، فصبره الله عليه، ثم دعا بحوض من نحاس، فأوقد عليه حتى ابيض، ثم ألقي عليه وأطبق رأسه، فجعله الله له برداً وسلاماً، وزاده حسناً وجمالاً، ثم قطع إرباً إرباً، فأحياه الله، ودعاهم إلى الله وإحياء الموتى، فلم يؤمن الملك، فأمر الله أن يغير بهم، وقلب بالمدينة عاليها وسافلها.

قوله: (لم يتلعثموا)، الجوهري: "تلعثم الرجل في الأمر: إذا تمكث فيه وتأنى".

قوله: (وعن البراء بن عازب)، تمام الحديث على ما رواه أبو داود عن البراء: "وأن الكافر- فذكر موته- فتعاد روحه إلى جسده، ويأتيه ملكان، فيجلسانه، ويقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه، هاه! لا أدري، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: هاه، هاه، لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه، هاه، لا أدري. فينادي مناد من السماء: أن قد كذب، فأفرشوه من النار"، الحديث.

ونظم الآيات إنما ينطبق على الحديث لو أريد بـ (الْظَّالِمِينَ): الكفار، لأن قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015