وقرئ: "بمصرخي" بكسر الياء، وهي ضعيفة، واستشهدوا لها ببيت مجهول:

قَالَ لَهَا هَلْ لَكِ يَا تَافِىِّ ... قَالَتْ لَهُ مَا أنْتَ بِالمَرْضِى

وكأنه قدّر ياء الإضافة ساكنة وقبلها ياء ساكنة، فحرّكها بالكسر لما عليه أصل التقاء الساكنين، ولكنه غير صحيح، لأنَّ ياء الإضافة لا تكون إلا مفتوحة، حيث قبلها ألف في نحو "عصاي"، فما بالها وقبلها ياء؟

فإن قلت: جرت الياء الأولى مجرى الحرف الصحيح لأجل الإدغام، فكأنها ياء وقعت ساكنة بعد حرف صحيح ساكن، فحرّكت بالكسر على الأصل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (قال لها: هل لك يا تا في)، "تا": إشارة إلى المرأة، أي: هل لك رغبة في يا هذه.

نقل الإمام عن الواحدي "أنها قراءة الأعمش ويحيى بن وثاب، قال الفراء: ولعل أنهم توهموا أن الباء في "بمصرخي" خافضة لجملة هذه الكلمة، كما توهموا في قوله: (نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ) [النساء: 115] بجزم الهاء، وظنوا أن الجزم في الهاء، وليس كذلك، لأن ياء المتكلم والهاء خارجتان من نفس الكلمة".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015