وفي قبح المعصية، وفي عاقبة كل واحدة منهما، لا نظراً في مشتهى النفس ومكروهها (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ) فزعٌ منه إلى ألطاف الله وعصمته، كعادة الأنبياء والصالحين فيما عزم عليه ووطن عليه نفسه من الصبر، لا أن يطلب منه الإجبار على التعفف والإلجاء إليه (أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) أمل إليهنّ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وتقديره: إذا كان لابد من الإلزام بأحد الأمرين- أعني: الزنى أو السجن-، فهذا أولى، لأنه متى وجب إلزام أحد قسمين؛ كل واحد منهما شر، فأخفهما أولى بالتحمل".

قوله: ((وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ) فزع منه إلى ألطاف الله وعصمته)، التقدير: وإن لم تصرف عني كيدهن في تحبيب ذلك إلي وتحسينه عندي بالتثبيت على العصمة، (أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) أمل إلى إجابتهن بطبعي ومقتضى شهوتي.

قال الإمام: "كان قد حصل جميع الأسباب المرغبة إلى إجابة دواعي الشهوة، من المال والجاه والتمتع بالمنكوح، وحصل في الإعراض عنها جميع الأسباب المنفرة، فالتجأ إلى الله تعالى في طلب ترجيح دواعي الحكمة على الشهوة"، قال: "واحتج أصحابنا بهذه الآية على أن الإنسان لا ينصرف عن المعصية إلا إذا صرفه الله تعالى، وإن لم يصرفه فقد وقع فيها"، ومن هذا فر المصنف، وقال: "فزع منه إلى ألطاف الله وعصمته، لا أن يطلب منه الإجبار على التعفف"، ولا يخفى ضعفه.

قوله: ((أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) أمل إليهن)، الراغب: "الصبي: من لم يبلغ الحلم، ورجل مصب: ذو صبيان، وصبا فلان صبواً وصبوة: إذا نزع واشتاق وفعل فعل الصبيان، قال تعالى: (أَصْبُ إِلَيْهِنَّ)، وأصباني فصبوت".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015